-A +A
محمد بن حمد البشيت
لعل من جيلي من يتذكر الوضع الصحي في منطقة حائل، الذي لم يكن متلائما مع ما تعيشه المنطقة من نهضة تنموية، فكان المستشفى القديم والوحيد بالمنطقة ــ آنذاك ــ الواقع غرب قلعة أعيرف هو الوحيد الذي يغطي المنطقة وقراها، وفق إمكانيات صحية لا تفي بمتطلبات المنطقة التي بدأت التوسع عمرانيا وحركة تجارية، ليأتي البنك العقاري داعما هذا التوسع العمراني والسكاني المطرد، الشيء الذي أعجز المستشفى الوحيد في المنطقة من تغطية خدماته، فضلا عن القرى المجاورة. أعرف ذلك وأتذكره جيدا بحكم علاقتي مع المسؤولين عنه من واقع كوني مراسلا، ثم مديرا لمكتب صحيفة «الجزيرة»، ومن ثم صحيفة «عكاظ» في أواخر الثمانينيات ومطلع التسعينيات الهجرية، فكانت تجمعني أواصر صداقة ومعرفة بالإداريين والأطباء الذين كنت استقي أخباري الصحافية عن المستشفى خلسة وبعيدا عن أعين الرقيب فيما يدور في فلكه. فكنا نتناوله في أمور كثيرة خلقت بيننا مقولة «الإخوة الأعداء» ما بين الشد والجذب.. وذلك ما أغضب مدير المستشفى الدكتور سيد أبو سنة ــ رحمه الله ــ الذي أصدر قرارا ليس مكتوبا، وإنما شفهي للإداريين والأطباء بمنع التطرق لشؤون المستشفى إلا من خلاله، وهو ما رفضته واستطعت الحصول على ما أريده دون علمه ومعرفته، وهو الشيء المفاجئ له فيما ننشره يومها عن مستشفى حائل القديم، هكذا هو العمل الصحافي الميداني، التسلل لمنابع الأخبار حين تلعب الصداقة دورها للحصول على ما يراد الحصول عليه، هذا كان في ذلك الزمن المنصرم..
ولعلني الشاهد الوحيد الذي عاصر إنشاء الشؤون الصحية في حائل، بعد معاناة مريرة ما بين وزارة الصحة والممانعين في مستشفى حائل القديم. وليشهد التاريخ أن هناك صفحة ناصعة البياض سجلت اسمين رائعين هما للدكتور سامي أبو سنة، وهو ليس قريبا لسيد أبو سنة مدير المستشفى القديم، وإنما تشابه أسماء، وصفحة أخرى باسم الأستاذ ناصر إبراهيم العودة، واللذين جاهدا جهاد الموظفين المخلصين في ترسيم دعائم إنشاء الشؤون الصحية، ومتابعتها متابعة دقيقة دون كلل أو ملل، حتى قامت الشؤون الصحية في حائل وأثبتت فاعليتها.